فنون التعامل مع المريض من منظور إسلامي
د. حسان شمسي باشا
استشاري أمراض القلب
مستشفى الملك فهد العسكري بجدة
حدثت في الآونة الأخيرة تغيرات كثيرة في المجتمعات الطبية فأصبح للمريض اسم ”العميل“ وللطبيب اسم ” مقدم الخدمة الصحية“ وغزت أفكار السوق والتجارة المهن الصحية .
وقد ساهم في ذلك سيطرة شركات الأدوية والأدوات الطبية على النظام الصحي في الدول المتقدمة ، وتوسع قطاع الطب الخاص Private Section بشكل كبير ، و عدم وجود الرقابة والضوابط ،وعدم انتشار الوعي بين كثير من المرضى ، وسيطرة الطابع التجاري على بعض المستشفيات والعيادات الخاصة واستغلال المريض ، ووجود ممارسات غير أخلاقية، لزيادة دخل المستشفى... الخ.
والاسلام يدعو الطبيب المسلم لأن ينطلق في ممارسة مهنة الطب من قواعد ثلاثة:
1- دفع الضرر عن المجتمع المسلم بتوفير مقومات الصحة للمجتمع ، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول " إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا . وشبك أصابعه ” رواه البخاري
2- أداء واجب الأخوة في الله نحو أخيه المسلم المريض
3 - الرحمة الانسانية التي تتسع لكل البشر مسلمين وغير مسلمين بل تتسع لكل كائن.
” في كل ذات كبد رطبة أجر ” رواه البخاري
والطبيب في مجال تخصصه مطالب بأن يقدم علمه وخبرته لصالح المجتمع
وهناك أخلاقيات عامة لابد من أن يتصف بها الطبيب . ومنها ما يتعلق بممارسة مهنة الطب بصفة خاصة مثل :
• كتمان سر المريض
• البعد عن الطمع المادي
• حرمة البيوت والعائلات .
• تجنب نظرة الشهوة إلى المريضة
• عدم غش المريض.
• إتقان الفحص والعلاج.
ولا يجوز فصل آداب المهنة عن الأخلاقيات العامة التي يجب أن يتصف بها كل مسلم في سلوكه .
وعلى الاسرة والمدرسة والدولة توفير البيئة الصالحة التي لا يشيع فيها المنكر فينشأ الجيل منسجما مع فطرته النقية بسهولة بلا تناقضات.
الق مرضاك بوجه طلق فذلك من الصدقة ... واصفح عن مريضك إذا بدت منه إساءة أو سوء خلق أو سوء تصرف فلعل المرض هو الذي دفعه إلى ذلك مع ما يعانيه من قلق.
غض البصر فالترخيص بالاطلاع على عورات الناس عند الضرورة ليس مبررا للتخلي عن الحياء الواجب على كل مسلم. لا تطلع إلا على ما هو ضروري. فشعور المريضة بحياء الطبيب يعطيها ثقة أكبر بالطبيب.
لا تفحص مريضة من دون ممرضة أو أحد محارم المريضة
ولا تخبر المريض مباشرة بخطورة مرضه ولو كان ميئوسا من شفائه.
احفظ سر مريضك فالطبيب في مهنته يطلع على أسرار المريض
" من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ” رواه مسلم
التزم الأمانة في إبداء المشورة وحافظ على ما استشرت فيه.
حافظ على سعة معلوماتك ، ليس في مجالك الطبي فحسب ولكن فيما حولك ومجتمعك بالإضافة لمتابعتك المستمرة لما يجد في حقل تخصصك
انهل من ثقافة دينية إيمانية فقهية رصينة ( دون التقعر و الدخول في التفاصيل )
لا تدخل في مباريات الدعاية وكأنك تبيع سلعة فالطب ليس تجارة ... وقد تحول الطب للأسف في كثير من الأحيان إلى تجارة Business مع ما يصحبه من دعايات وأساليب كان الأطباء يرفضون التدني إلى مستواها ...
لا تطلب فحصاً لا لزوم له ، واحرص على الأدوية المطلوبة والمعقولة الثمن .. ولا تأمر بدخوله المستشفى أو إجراء عمليه جراحية إن لم تكن لها حاجة طبية تستدعي ذلك .
تعامل مع زملائك الأطباء على أسس تعاليم الاسلام ، واجتنب الغيبة والتجريح واحترم الكبير
ابدأ فحصك للمريض أو كتابة الوصفة بذكر اسم الله فذلك ادعى للتوفيق في العمل .
" كل عمل ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو ابتر” رواه النسائي
و تستشعر دورك كوسيط ، وأن الشافي هو الله .
اشعر أن تعاملك مع الله وأن عليك رقابة دائمة ، واتق الله في التعامل مع خلق الله