* ما هو العلاج بالموسيقا؟ وما هو التأثير الذي تحدثه الموسيقا؟
- العلاج بالموسيقا كعلم، موضوع تعود بداياته لعام 1948, فبعد الحرب العالمية الثانية لجأت العديد من الدول إلى علاج الجنود الذين تعرضوا لأهوال الحروب وانعكاساتها النفسية عليهم، بواسطة الموسيقا ولاحظوا التأثير الإيجابي عليهم، فقرروا أن يقوموا بدراسات ليعرفوا ماهية الأسباب، فتبيَّن من خلال الدراسات أن الموسيقا ليس لها مركز عصبي محدد في الدماغ بل هي منتشرة على قشر المخ بأكملها وأنه حين يتم سماع موسيقا معينة وخاصة المحببة منها، يتم إفراز وسائط عصبية ومواد، كالأندورفينات ومادة الميلاتونين والتي تسبب حالة استرخاء وسعادة حيث تخفض الموسيقا من هرمون الاكتئاب (كورتيزول), كما تخفض من الشعور بالألم وتساعد على تنشيط مناعة الجسم.
في عام 1971وضعت أسس أول منظمة أميريكية للعلاج بالموسيقا AMTA والتي أخدت شكلها النهائي في عام 1998وتضم حالياً 5000 معالج حول العالم, وقد أقرت العلاج والتأثير بالموسيقا كاختصاص معترف به عالمياً وأخدت على عاتقها مهمة توعية الناس لأهمية هذا الاختصاص.
أما عن تأثير الموسيقا، فهي ذات تأثير كبير على العديد من الحالات، نذكر منها مثلاً التأثير الذي تمارسه على الأطفال التوحديين, فالطفل التوحدي معروف عنه أنه يصعب عليه التواصل مع المحيط الذي حوله، ولكنه حسّاس جداً للموسيقا التي تشكل المعزز الكبير والأهم للتواصل وتحقق التواصل البصري لدى 90 % من أطفال التوحد، من المعروف أنه لدى بعض أطفال التوحد حركات نمطية يصعب تخفيضها، ولكن في العلاج بالموسيقا تنتظم كهربائية المخ، وبالتالي فرط الشحنات المسببة لهذه الحركات وتتحول من أمواج بيتا إلى أمواج ألفا المنتظمة على مخطط التخطيط الكهربائي الدماغي فتخف تلك الحركات اللاإرادية.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه يتم حالياً استخدام الموسيقا في مجال معالجة حالات الصرع بتقليل عدد النوبات الحاصلة سنوياً، وأيضاً في مجال علاج ارتفاع ضغط الدم وفي علاج بعض أنواع الأورام الخبيثة والاكتئاب وحالات معينة من الألم، كآلام الحمل والولادة وتحسين المناعة، هذا وتعمل الموسيقا أيضاً على تطوير التواصل الاجتماعي وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة كحالات التوحد وتأخر النمو ومتلازمة داون وتأخر النطق وفقدان البصر.
* ما هي الأساليب والمناهج المستخدمة في العلاج بالموسيقا؟
- العلاج بالموسيقا له عدة أنواع، منها الإيقاعي حيث بيَّنت الدراسات أنه يوجد إيقاعات محددة تحدث تأثيرات إيجابية خاصة، ومنها التأملي وفي هذا النوع من العلاج يتم الدمج بين الإضاءة والموسيقا فحسب الأبحاث اتضح أنه من خلال تحقيق تآلف سمعي-بصري يمكن الوصول إلى نتائج علاجية مذهلة ومنها النوع الآلي الذي يستخدم في علاج حالات الشلل الدماغي مثلاً فتلعب هنا الموسيقا دوراً في تشجيع المريض على القيام بحركات كرد فعل على الصوت الذي يتلقاه وبالتالي يمكن لهذا أن يسهم بشكلٍ ملحوظ في تحسن حالته.
* ما هي آلية الجلسة العلاجية، وهل تختلف من حالة إلى أخرى؟
- مدة الجلسة 45 دقيقة وتقسم إلى ثلاثة أقسام بشكلٍ عام، ويبدأ العلاج ببعض تمارين التنفس، ثم يقوم المريض ببعض التمارين الفيزيائية المصاحبة للموسيقا التي يتم اختيارها تبعاً لتقييم حالة المريض واحتياجاته، فقبل المباشرة بأي علاج يجب أن يتم تقييم المريض ومعرفة نوع العلاج الذي من شأنه أن يحقق نتائج إيجابية لحالة المريض، وفي نهاية الجلسة يسترخي المريض تماماً مستسلماً للموسيقا التي تكون غالباً أشبه بالموسيقا التصويرية التي تعكس الحالة.
*هل يلاقي هذا النوع من العلاج رواجاً في العالم؟
- حالياً في أغلب الدول الأوروبية وخاصة في المملكة المتحدة وفي أميركا، أصبح العلاج بالموسيقا جزءاً لا يتجزأ من النظام الصحي والضمان الاجتماعي، وحتى أن كثير من الوصفات الطبية لمرضى الجلطات الدماغية
والمصابين بشلل دماغي تنتهي بـ:علاج بالموسيقا لمدة ساعة ونصف يومياً
منقـــــــــــــــــــــول
د.نـــــــــــوره