شكرا اخ يحيى
قيل لاعرابي من العذريين ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تذوب كما يذوب الملح في المأ؟ قال :انا ننظر الى عيون نسأ لا تنظرون لمثلها! ..
وقيل لعذري اخر ممن أنت؟ قال : من قوم أذا أحبو ماتوو!! فسمعته أمراة فقالت: عذري و رب الكعبه
ومن العذريين المفضلين لدي جميل بثينه و هذه القصه
حدث هذا الشاعر جميل عندما رأى بثينة وهو يرعى إبل أهله، وجاءت بثينة بإبل لها لترد بها الماء، فنفرت إبل جميل، فسبها، ولم تسكت بثينة وإنما ردت عليه، أي سبته هي أيضاً.. وبدلا من أن يغضب أعجب بها، وتطور الإعجاب إلى حب، ووجد ذلك صدى لديها، فأحبته هي أيضاً، وراحا يتواعدان سرا ثم أنشد:-
وأول من قاد المودة بيننا *** بوادي بغيض يا بثين سباب
وقلنا لها قولا فجائت بمثله *** لكل كلام يا بثين جواب
وكلما التقيا زادت أشواقهما، فيكرران اللقاء حتى وصل الخبر إلى أهل بثينة. وبدلاً من أن يقبلوا يد جميل التي امتدت تطلب القرب منهم في ابنتهم رفضوها، وتوعدوه بالانتقام، ولكي يزيدوا النار اشتعالاً سارعوا بتزويج ابنتهم من فتى منهم.
كان جميل فارسا شجاعا يعتز بسيفه وسهامه، فلم يتأثر حبه لبثينة بزواجها، ووجد السبل إلى لقائها سراً في غفلة من الزوج.
ويعلم الزوج باستمرار علاقة بثينة بجميل ولقاءاتهما السرية، فيلجأ إلى أهلها ويشكوها لهم، لكي تتوقف اللقاءات فترة، ثم تعود أقوى وأشد مما كانت .. !
معنى ذلك أن بثينة لم تكن تعبأ بما قد يفعله زوجها أو أهلها لقد أرغموها على الزواج بمن لا ترغب، وعليهم أن يتحملوا وزر فعلتهم ..
وحكايات بثينة مع جميل كثيرة، وهى تجعلنا نتوقف لنتساءل أى نوع من النساء كانت ؟! هل كانت تحبه حقا، أم أنها كانت أكثر ولعا بأشعاره عنها التى ذاع صيتها حتى وصل إلى أولي الأمر من بنى أمية ؟!
ومن البيوت المفضله لدي التي أنشدها
إذا قلتُ: ما بي يا بثينـة قـاتـلـي * * * من الوجـد، قالت: ثابت ويزيد
وإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش به * * * مع الناس، قالت: ذاك منك بعيد
علقت الهـوى منهـا وليـدا فلم يزل * * * إلى اليوم ينمي حبّهـا ويزيد
يمـوت الهـوى مني إذا ما لقيتهـا * * * ويحيـا إذا فارقتـهـا فيعـود
يقولـون جاهـد يا جميـل بغـزوة * * * وأي جهـاد غيـرهـن أريـد
وتروى الروايات أن أهل بثينة شكوا جميلا إلى الخليفة فأهدر دمه، واستدعى بثينة ليسألها فكان بينهما مزاح ! ويسمع جميل بأمر إهدار دمه، فيفر إلى اليمن ويلبث بها فترة، ثم يعود ليجد أن أهل بثينة قد رحلوا إلى الشام.
ولا يثنيه ذلك عن عزيمته، فيرحل وراءهم، وهناك يلتقي ببثينة عدة مرات، ثم يصيبه اليأس أخيراً فيشد رحاله إلى مصر، ويظل بها فترة يبكي حبه، وينشد الأشعار في الحنين إلى أيامه مع بثينة شوقه لها حتى مات بمصر
وأنشدت بثين
وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة * * * مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر, * * * إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا